Bannière

[ Inscrivez-vous ]

Newsletter, Alertes

تونس: مكاسب سياسية وعزم على تجاوز الإخفاقات الإقتصادية

Imprimer PDF

 

-أحيت تونس أمس الأحد 14 يناير2018،الذكرى السابعة لـ"الثورة" على وقع اإحتجاجات شهدتها مناطق عديدة، رفضا لقانون المالية لسنة 2018.



وكان يوم 14 يناير من عام 2011،قد شهد مظاهرة كبرى وسط العاصمة التونسية، لتتطور الأحداث بشكل دراماتيكي متسارع مما جعل الرئيس" زين العابدين بن علي"يغادر البلاد مساءً باتجاه المملكة العربية السعودية، في حدث لاتزال بعض جوانبه غامضة، ضمن موجة ما سمي"الربيع العربي" الذي اتضحت معالمة التدميرية فيما بعد، ليعلن الوزير الأول آنذاك"محمد الغنّوشي" الشغور الوقتي لمنصب رئيس الجمهورية ويتولى هو منصب الرئاسة نيابة عنه بحكم الفصل 56 من الدستور.

ولم تكد تمضي سنة على  قفز الإسلام السياسي إلى السلطة مدعوما أمريكيا وقطريا وتركيا، حتى بدأت أغلب فئات الشعب التونسي تصحو على حقيقة مرّة، من سطوة الظلاميين والإنحراف بالدولة المدنية إلى مجاهل التطرف الديني، وشيطنة رموز الدولة وخلخلة مؤسساتها، ليبدأ تبعا لذلك  مسلسل خطير من الإرهاب والإغتيالات وتسفير آلاف الشباب التونسيين إلى سوريا والعراق وليبيا للقتال ضمن التنظيمات الإرهابية. 

وعلى الصعيدين الإقتصادي والإجتماعي، غرقت البلاد في أزمة إقتصادية ومالية حادة، واجتاحت موجات من الإحتجاجات والإعتصامات والإضرابات كامل الجهات، والأخطر من ذلك سادت ثقافة التسيب والتطاول على القانون والإستهتار بهيبة الدولة.

وعلى المستوى الخارجي أُدخلت تونس في تحالفات لعبة دولية أكبر منها فقطعت العلاقات مع سوريا، وتوترت العلاقات مع مصر والجزائر والسعودية..

الرئيس  التونسي المؤقت السابق" المنصف المرزوقي" الذي كان المسؤول -دستوريا- على علاقات الدولة الخارجية، انخرط في هذه اللعبة مدفوعا بحركة"النهضة" التي كانت تحكم فعليا ضمن"الترويكا"، والذي شكل غطاءً لتغول الإسلام السياسي، نراه اليوم في الذكرى السابعة لـ"الثورة" يحذر من تراجع الحريات ومن العودة إلى النظام الإستبدادي القديم بسبب ما أسماه" تفتت الحكومة الحالية" باعتبار أنها مبنية على "صفقة سياسية"، حسب تعبيره. 

من جهته، أكد  الأمين العام للمركزية النقابية"نور الدين الطبّوبي" خلال احتفال أقيم بمناسلة الذكرى السابعة لاندلاع شرارة"الثورة"، أن سبع سنوات من عمرالثورة كرست مزيدا من التفاوت والتهميش والإقصاء، مشيرا إلى أن هذه الذكرى تعود ولا تزال مشاعر اليأس  والإحباط  والغضب تعصف بالشعب وتغذّي لدى الشباب شتى مظاهر العنف والإدمان وتدفع بالكثير منهم إلى ركوب قوارب الموت بحثا عن حلم مفقود.

وفي تقييمه لحصيلة السنوات السبع، برى الأمين العام لحركة الشعب" زهير المغزاوي" أن الإستحقاق السياسي حقق جزءً كبيرا برغم التدخلات الخارجية والمال السياسي الفاسد والدماء التي سالت، فيما لم يسجل الإستحقاق الإجتماعي أي خطوة إلى الأمام.

أما على مستوى الشارع التونسي، فلم يتردد الكثير من التونسيين في التأكيد على أن مطالب "ثورتهم" تبددت، وأن سقوط رأس النظام لم يغير النظام الإقتصادي التابع والإستغلالي، المُكرس منذ عقود.  

وأبرز استطلاع للرأي أجرته مؤسسة"سيغما كونساي" بهذه المناسبة،أن 51 بالمائة من التونسيين يعتبرون أن"الثورة" قد فشلت،فيما أجاب 41 بالمائة بأنها  ليست نجاحا وليست فشلا، في حين ترى الأغلبية الساحقة (78بالمائة) أن "الثورة" لم تحدث أي تغيير أو تنمية في المناطق المهمشة.

وعبر عدد من التونسيين قابلتهم"بانا برس" في هذه الذكرى، عن نوع من الإحباط والحيرة خاصة تجاه القضايا الإقتصادية والإجتماعية بسبب ما خلفته السياسات المتبعة منذ سبع سنوات من غلاء في الأسعار وتفشي البطالة وانتشار ظاهرة الإرهاب والعنف والفساد الإداري والمالي،والإنحدار الأخلاقي.

وفي إجابة على سؤال حول حصيلة سبع سنوات من عمر"الثورة، قال الطالب بكلية القانون والعلوم السياسية "مصطفى سويسي" إن المكسب الوحيد الذي تحصلنا عليه هو حرية الإعلام والرأي، ولكن سرعان ما تساءل: ما قيمة حرية التعبير والبطون خاوية، والأزمة المعيشية تطحن أغلب الفئات بما فيها الطبقة الوسطى التي تآكلت بصفة ملحوظة خلال السنوات السبع الماضية؟ 

واعتبر الناشط السياسي" محمد الذَّوّادي" أن وقع الأجندات الخارجية أصبح ثقيلا على البلاد، وأن التبعية الإقتصادية تعمقت بشكل كبير، وإملاءات صندوق النقد الدولي تثير الكثير من القلق والتداعيات، فضلا عن ارتفاع نسبة التضخم وتنامي حجم الديون، والعجز عن حل مشكلة البطالة.

ويقر الخريج الجامعي"المنصف بن سعيد" وهو عاطل عن العمل، في انتظار ما قد تجود به الظروف، بأن انتشار الفساد والجريمة والعنف والحرابة والسرقات يمثل خطرا على حاضر البلاد ومستقبلها، مؤكدا أنها مظاهر لم نعهدها بهذه الحِدّة قبل أحداث عام 2011، ولم تفلح الحكومات المتتالية في الحدّ منها، برغم تداول سبعة رؤساء حكومات منذ ذلك التاريخ، وهو ما يفسر عدم الإستقرار السياسي وفشل تحقيق تحول إجتماعي ملموس، بما يبرهن على فشل النخبة السياسية التي تتصارع على المناصب والإمتيازات، باستثناء بعض القوى التقدمية التي بقيت محاصرة من"توافق عجيب ومغشوش" بين حزب"نداء تونس"الليبرالي وحركة"النهضة" ذات التوجه الإسلامي.

سبع سنوات، ولا تزال القضايا الإقتصادية والإجتماعية التي طالب بها التونسيون متراكمة بل زادت تأزما، مما يعطي حجة قوية لأولئك الذين يعتبرون أن ما حدث عام 2011 لم يكن ثورة بالمفهوم العلمي وبحكم النتائج التي جعلت التخوفات لدى التونسيين تتصاعد وتيرتها، وإنما هي انتفاضة في أحسن الأحوال افتقرت منذ البداية إلى فكر واضح وقيادة سياسية مما أدى إلى تراكم الإخفاقات في الجانب الإقتصادي.

ولكن برغم ذلك كله، من الواضح أن هناك وعيا وعزما  لدى رئيس الحكومة"يوسف الشاهد" على تجاوز الصعوبات الإقتصادية والتنموية، لو تخلص من التجاذبات السياسية والأجندات الحزبية الضيقة.

 

 

 

 

 

2017 GABON /INFOSPLUSGABON/UYH/FIN

 

Infosplusgabon/Copyright©

Qui est en ligne!

Nous avons 6194 invités en ligne

Publicité

Liaisons Représentées:
Bannière
Bannière

Newsflash