أزمة سياسية خطيرة تهدد بلجيكا على خلفية تعذيب مهاجرين سودانيين

09 Janvier 2018

تتربص أزمة سياسية خطيرة ببلجيكا بعد طرد مهاجرين سودانيين تعرضوا وفقا لشهادات جمعيات حقوقية تنشط في البلاد لأعمال تعذيب أثناء ترحيلهم جوا نحو الخرطوم.

وهدد بارت دي ويفر رئيس حزب "أن في أي" الوطني الفلاماني الذي يتمتع بالأغلبية في البرلمان الاتحادي وفي إقليم الفلاندر بسحب حزبه من الحكومة إذا تم إجبار الوزير المكلف باللجوء والهجرة تيو فرانكين على الاستقالة لأنه أمر بطرد السودانيين بعد عملية مراقبة أجراها موظفون سودانيون بدعوة رسمية من بلجيكا في حديقة ماكسيميليان بالعاصمة بروكسل.

وأودعت أحزاب أعضاء في الائتلاف الحكومي الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام "الائتلاف الانتحاري" مذكرة للتصويت بعد غد الخميس لصالح أو ضد حجب الثقة عن تيو فرانكين وفصله عن الحكومة.

ونظرا لخطورة الوضع، فقد أوفد رئيس الوزراء شارل ميشال لجنة تحقيق مستقلة إلى السودان بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للتحقق مما إذا كان السودانيون المطرودون قد تعرضوا فعلا للتعذيب أم لا.

ومن المرجح أن يؤكد التحقيق صحة تقارير جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان. وفي تلك الحالة، لن يفلت تيو فرانكين من الإقالة، ما سيقود إلى انهيار الحكومة، بعد انسحاب حزب "أن في أي" ذي التوجه المعادي للأجانب والذي يتمتع بالأغلبية في البرلمان من الحكومة.

وستغوص بلجيكا عندئذ في أزمة سياسية طويلة، ما سيجعل البلاد غير قابلة للحكم.

ولن يغير إجراء انتخابات مبكرة شيئا في الوضع السياسي الراهن للبلاد، حيث تفيد كل استطلاعات الرأي أن "أن في أي" سيحظى بأغلبية مريحة في البرلمان الاتحادي وفي إقليم فلاندر.

وبذلك سيكون هذا الحزب قد أدرك غايته، عندما تصبح بلجيكا دولة غير قابلة للحكم، مما سيستدعي تقسيمها إلى ثلاثة كيانات منفصلة، تتمثل في جمهورية الفلاندر المستقلة، ووالونيا، ومدينة بروكسل ذات الطابع الهجين كعاصمة للأمتين الوالونية والفلاماندية. وستختفي آنذاك مملكة بلجيكا من الوجود، وفقا لرؤية الحزب.

وفي خضم ذلك، يستمر تدفق السودانيين على حديقة ماكسيميليان، حيث ينامون بالمئات في الهواء الطلق، رجالا ونساء وأطفالا.

ويرفضون طلب اللجوء السياسي في بلجيكا، حيث أن وجهتهم النهائية التي يتطلعون إلى بلوغها تتمثل في بريطانيا.

2018 GABON /INFOSPLUSGABON/EDF/FIN

Infosplusgabon/Copyright©