Bannière

[ Inscrivez-vous ]

Newsletter, Alertes

هل تستطيع مصر والسودان تطويق الأزمة بين البلدين لصالح الشعبين؟

Imprimer PDF

-ظلت العلاقات المصرية السودانية متذبذبة بسبب الخلاف القائم بين البلدين حول أحقية ملكية مثلث"حلايب - شلاتين- أبو رماد" الحدودي بين البلدين، وشهد الأسبوع الماضي فصلا جديدا في توتر تلك العلاقات حين أعلنت الخرطوم يوم الخميس الرابع من يناير2017 استدعاء سفير السودان في القاهرة للتشاور، بدون أن ذكر السبب أو مدة بقائه ، في حين ردت مصر على لسان



المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أنها تقوم بتقييم مسألة سحب السفير السوداني من القاهرة لاتخاذ الإجراء المناسب.

ونشبت الأزمة الجديدة بين الجارين عقب ما نشرته صحف سودانية من أن مصر طلبت استبعاد السودان من المفاوضات الخاصة حول سد "النهضة" الإثيوبي، وهو ما نفاه المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية" أحمد أبوزيد"، إلى جانب إعلان الخرطوم في ديسمبر الماضي رفضها إتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية الموقع في 2016، بسبب اعتراف الرياض بتبعية مثلث حلايب للقاهرة، مما حدا بمصر إلى الإعلان في 21 ديسمبر2017 أنها ستخاطب الأمم المتحدة للتأكيد على مصرية منطقة "حلايب وشلاتين"ورفض ما وصفته بـ"مزاعم السودان" بأحقيته في السيادة على تلك المنطقة.

كما أن توتر الأوضاع حاليا جاء أيضا على خلفية إجراءات مصرية بإقامة مجموعة مشاريع في هذه المنطقة، وفي مقدمتها سد مائي كبير في" وادي حوضين" بـ"شلاتين" بهدف تخزين 7 ملايين متر مكعب من مياه السيول سنويا، في حين تقدم السودان بمخاطبات رسمية للإستفسار عن إقامة السد، ولم يتحصل على رد، بحسب مصدر بالسفارة المصرية بالقاهرة.

في هذه الأثناء، توقعت مديرة البرنامج الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية " أماني الطويل" أن تتسبب هذه الأزمة في إحداث قدر من الجمود في العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أن استدعاء السفير السوداني يُعتبر خُطوة تصعيدية جديدة، إلا أن مساعدة  وزير الخارجية للشؤون الإفريقية سابقا"منى عمر" أبدت قدرا من التفاؤل بشأن الخلافات المصرية السودانية،إذ أكدت أن الأزمة الحالية لن تتأجج، أو تستغرق فترة طويلة، وإنما ستنتهي قريبا.

وحول أبعاد هذه الأزمة، كتب رئيس تحرير جريدة"الشروق"المصرية "عماد الدين حسين"، أمس الجمعة 5 يناير 2018، تحت عنوان "مصر والسودان.. والعجز عن إدارة الخلافات":أليس غريبا أن نتغنى في مصر والسودان دائما بالعلاقات الأزلية والأبدية والمصير والشعب الواحد، ثم نفشل دائما في إدارة أي خلاف ينشأ بيننا حتى لو كان صغيرا؟

وقال: ليس سرا أن هناك خلافًا بين الحكومتين هذه الأيام، والأسباب شبه معروفة للجميع: مصر تشكو من أن السودان وقف مع إثيوبيا ضدنا في قضية سد النهضة، وأنه ينسق مع قطر وتركيا لابتزازنا، ويستضيف العديد من كوادر وأعضاء جماعة الإخوان  في معسكرات تدريبية، في المقابل يشكو السودان من أن مصر ترفض الإستماع إليها في قضية"حلايب وشلاتين" وأنها ترفض تطبيق ما فعلته مع إسرائيل في طابا، أو مع السعودية في "تيران وصنافير"، كما يشكو من المشروعات المصرية التي تم تدشينها في" حلايب" الأسبوع الماضي.

وأضاف: إذا كنا غير قادرين على حل أي خلاف، فعلى الأقل علينا ألا نزيده اشتعالا، وهذا الإتهام موجه بوضوح إلى بعض وسائل الإعلام في البلدين، التي تنفذ حملات كراهية تتجاوز السياسيين إلى الإساءة للشعبين.

وأوضح أنه ليس عيبا أن ينتقد الإعلام المصري سياسات الرئيس السوداني"عمر البشير" لكن ليس من حقنا بالمرة إهانة الرئيس السوداني شخصيا، هو أو أي مواطن سوداني، وفي المقابل لا يمكن قبول أي إهانات من وسائل إعلام سودانية بحق المسؤولين المصريين.

وخلص إلى القول: إن خلاف الحكومتين سوف ينتهى إن أجلا أو عاجلا، لكن حساسيات الشعوب تظل قائمة، وبالتالى علينا ألا نسقط في هذا الفخ أو تلك الدوامة الجهنمية. 

وفي ظل وضع إقليمي قلق ومتوتر، من المؤكد أن أي أزمة في العلاقات المصرية السودانية ليست في صالح الشعبين، وقد يكون تصعيدها مدخلا لتدخلات دوائر خارجية لها أجندات سياسية وأطماع عديدة بالمنطقة، ومن هنا تتطلب مصلحة الشعبين وعلاقاتهما الضاربة في عمق التاريخ، مواقف حكيمة لتدعيم مسارات الثقة المتبادلة والتفاهم الرصين لتجاوز الخلافات لصالح البلدين وعموم القارة الإفريقية، وهو أمر سبق أن حققته دول عديدة إزاء مشاكل أكثر حدة وتعقيدا.

 

 

2018 GABON /INFOSPLUSGABON/YTR/FIN

 

Infosplusgabon/Copyright©

Qui est en ligne!

Nous avons 3526 invités en ligne

Publicité

Liaisons Représentées:
Bannière
Bannière

Newsflash