Bannière

[ Inscrivez-vous ]

Newsletter, Alertes

التونسيون بين خيبة سنوات انقضت والخشية من مصاعب سنة أطلت

Imprimer PDF

-ودع التونسيون مثل بقية شعوب العالم، منتصف ليلة الأحد، عاما لتستقبل آخر، يحدوهم الأمل في أن يكون العام الجديد منطلقا للطمأنينة وحياة أفضل، خاصة بعد سبع سنوات عجاف من"ثورة" كانوا يأملون في أن تخرجهم إلى عالم أرحب من الحياة الكريمة والإستقرار.



ويبدو أن سنة 2018 لن تكون مختلفة عن سابقتها خاصة على مستوى الظروف المعيشية للمواطنين التي تدهورت بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية، حيث استقبلتهم الحكومة منذ أول يوم من عام 2018 بإجراءات رفع الأسعار وزيادات عديدة في قطاعات إستهلاكية حساسة إلى جانب الترفيع في الضرائب  طالت قطاع البناء والفنادق ومؤسسات الإنتاج المختلفة.

كما تشمل الزيادات التي اعتبرتها النقابات مشطة للغاية، معاليم تأمين المسؤولية المدنية على جميع أصناف السيارات والشاحنات بنسبة 2 بالمائة إلى جانب الزيادة في سعر المحروقات بداية من اليوم الإثنين، وزيادة نسبتها 13 بالمائة في الأداء على القيمة المضافة في مجال البعث العقاري وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع في أسعار المساكن الجديدة بنسبة تتراوح بين 3 و4 بالمائة، فضلا عن الزيادة في سعر بطاقات شحن الهاتف الجوال.

وفي تصريح لـ صحيفة"الصباح" التونسية، وصف الخبير الإقتصادي"مراد الحطاب" سنة 2018، بسنة الفشل على مستوى الإختيارات الإقتصادية والإجتماعية، مؤكدا أن سياسة الحكومة توظيف أداءات إجمالية على المواطن التونسي بمقتضى قانون مالية 2018، حلٌّ لمن ليس له حل،  وأشار إلى أن أسعار المواد الأساسية الحساسة والنقل ستزيد بنسبة تتراوح بين 8 و11 بالمائة وسيترتب على ذلك مزيد انهيار المقدرة الإستهلاكية للتونسي بمعدل 20 بالمائة.

وتوقع"الحطاب" أن يؤدي الحرمان والضيم إلى مزيد الإحتقان وتصاعد وتيرة الإحتجاجات في 2018، خاصة بعد قيام الحكومة بقفزة في المجهول لا يمكن لأحد تصوّر عواقبها، حسب رأيه.

ومنذ تمرير قانون المالية لسنة2018، حذر العديد من خبراء الإقتصاد، من تداعيات الإجراءات الحكومية، مؤكدين أن المعطيات تؤشر إلى أن سنة 2018 ستكون سنة صعبة على الجميع، سواء بالنسبة للحكومة التي عليها مسؤولية تحسين نسبة النمو، والإيفاء بتسديد ديون كثيرة يحلّ موعدها، وهي كذلك سنة صعبة بالنسبة للمواطنين وبخاصة الفئات الفقيرة نتيجة الرفع في الأسعار واستشراء البطالة.

عديدة هي طموحات التونسي في هذه السنة الجديدة، وفي هذا الإطار خرجت"بانا برس" للشارع التونسي لتنقل رؤى بعض المواطنين وانتظاراتهم.

"حمّدي عرفة" عامل بناء، ينتظر كل يوم نصيبه ويترقب منذ الصباح الباكر من يشغّله، تحدث عن همه اليومي في تأمين متطلبات أسرته المكونة من خمسة أشخاص( هو وزوجته وثلاثة أطفال) مشيرا إلى الغلاء الفاحش في أسعار المواد الأساسية والخضروات واللحوم والأسماك، ويقول: نكاد كل يوم نعيش زيادة في سعر هذه المادة أو تلك، وبرغم ما نعانيه تفاجئنا الحكومة هذه السنة بزيادات غريبة وكأنها لاتعرف حقيقة ما تعانيه الفئات الفقيرة وما يواجهه العاطلون عن العمل من مشاكل ومآسي.

ويضيف: أنا شخصيا ليس لدي تأمين على الصحة والمرض، وليس لدي مرتب تقاعدي بحكم أنني عامل يومي لاأدخل في خانة العاملين بالدولة، وهذا عبء آخر كبير وهاجس يراود أسرتي باستمرار، لذلك لا أنتظر أي تحسن في وضعي كما هو الحال بالنسبة لعشرات الآلاف أمثالي، وقد سئمنا الوعود ودجل السياسيين.

أما النقابي الأمين بوزيان" فيؤكد أن أغلب الآمال ستظل معلقة، وأن سنة 2018 ليست سوى امتداد للسنة الماضية والسنوات الحالكة التي سبقتها، حيث تتبخر في كل سنة الوعود والآمال، ملقيا باللائمة على النخب السياسية الحاكمة التي أثبتت الوقائع أنانيتها واهتمامها بمصالحها ومصالح أحزابها، إلى جانب الفساد الذي تفشى في البلاد وتورط فيه مسؤولون كبار، إلى درجة أن تونس صنفت مؤخرا"جنة ضريبية" من قبل الإتحاد الأوروبي وهو ما يعكس بالفعل حالة التردي وحجم الفساد. وهنا تساءل: ماذا يمكن أن ينتظر المواطن من نخبة هذا مسلكها؟ 

وتحدثت"منيرة"(27 سنة) وهي خريجة جامعية، إلا أنها عاطلة عن العمل منذ تخرجها قبل خمس سنوات، عن انسداد الأفق أمامها وأمام عشرات الآلاف من الخريجين بحثا عن وظيفة، مؤكدة أنها تقدمت بعشرين طلبا إلى العديد من المؤسسات الحكومية خلال السنوات الخمس الماضية ولكن بدون جدوى، لتخلص إلى القول: ماذا يمكن أن نترقب من هذا الوضع، ومن"ثورة" ركب موجتها الظلاميون والسماسرة والإنتهازيون؟

من جانبه، عبر الطالب"أحمد المرزوقي" عن خشيته من استفحال الأزمة الإقتصادية في تونس خلال العام الجديد، ومن إغراق البلاد في فخ الديون التي بلغت مستويات خطيرة قاربت 70% من الناتج المحلي الخام، مشيرا إلى المخاطر الناجمة عما يسميه البعض"نصائح" صندوق النقد الدولي، وهي في الواقع إملاءات تصب في مصلحة المنظومة الرأسمالية المتوحشة، ولا تراعي خصوصيات الشعوب.

وتحدث أيضا عن الفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة، وظاهرة الإرهاب التي لاتزال تمثل هاجسا للتونسيين كما هو الحال بالنسبة لعدد من الأقطار العربية، وكلها معطيات- يقول- لاتجعل المواطن ينتظر متسعا من الوقت للراحة والطمأنينة.

 

 

 

 

2018 GABON /INFOSPLUSGABON/IYT/FIN

 

Infosplusgabon/Copyright©

Qui est en ligne!

Nous avons 3972 invités en ligne

Publicité

Liaisons Représentées:
Bannière
Bannière

Newsflash