Bannière

[ Inscrivez-vous ]

Newsletter, Alertes

تونس:الترفيع في سعر الصحف الورقية وسط مخاوف من اختفائها

Imprimer PDF

-أعلنت الجامعة التونسية لمديري الصحف أنها صادقت على الترفيع في سعر بيع الصحف اليومية والأسبوعية للعموم إلى دينار واحد بداية من الأول من شهر يناير 2018 .




وأوضحت الجامعة أن المؤسسات الصحفية اضطرت لطلب هذا الترفيع عملا منها على الحد من العجز الذي لحق بماليتها نتيجة الإرتفاع المشط في تكاليف صنع الصحف، وخاصة منها المترتبة عن توريد الورق والحبر وغيرهما من المستلزمات الضرورية تبعا لتراجع قيمة الدينار مقابل العملات الأجنبية. 

وكان رئيس الجامعة التونسية لمديرى الصحف" الطيب الزهار" قد ذكر يوم الجمعة 29 ديسمبر2017، في لقاء إذاعي، أنه تم اتخاذ قرار الترفيع  بصعوبة وبعد تردد كبير، معبرا عن تخوفه من أن يكون لهذا الزيادة تأثير سلبي على القراء، وأوضح  أن عدد قراء الصحافة الورقية تراجع ما بين 40 و50 بالمائة خلال السنوات الأربع الأخيرة في تونس.

يشار إلى أن الجامعة التونسية لمديري الصحف، سبق أن انتقدت مواصلة الحكومة "تنكرها" للوعود التي أطلقتها في عديد المناسبات، والمتعلقة بمساندة الصحافة المكتوبة، مما دفع بالعديد من الصحف الورقية إلى التوقف عن الصدور عام 2017، مضيفة أن الإفلاس يهدد صحفا أخرى يومية وأسبوعية عريقة.

واعتبرت الجامعة في بيان لها يوم 17 نوفمبر 2017، أن إختفاء أي جريدة "إنما هو إختفاء لوجهة نظر مختلفة وللون فكري مغاير، وبالتالي ضرب للتعددية الفكرية والسياسية وإنحسار لمساحات ممارسة التعبير الحر، وإجهاض للمبادرة الإقتصادية الخاصة" باعتبار أن الصحف ستضطر إلى الإستغناء عن عدد غير محدود من العاملين لديها.

كما استنكرت مماطلة الحكومة في تطبيق قرار إقتناء الإشتراكات مباشرة لدى المؤسسات الصحفية، فضلا عن تعمدها التسويف في إنشاء هيكل عمومي للتصرف في الإعلانات والإشتراكات.

من الواضح أن التطورات التكنولوجية فرضت نفسها بقوة على المشهد الإعلامي في تونس كما في بقية أنحاء العالم، مما أدى إلى بروز نوع جديد من الصحافة أو الإعلام"الإلكتروني"، على حساب" صاحبة الجلالة" بتاريخها العريق. 

لقد ولى ذلك الزمن الجميل الذي كنتَ تشاهد فيه منذ الصباح الباكر، على أرصفة المقاهي بالعاصمة التونسية وبقية المدن وحتى في القرى، جموعا من الموظفين والطلبة وهم يحتسون قهوة الصباح،"يلتهمون" الأخبار وتعليقات الصحف، وكانت جريدة "الصباح" وغيرها "تستقطب القراء من كل الفئات الرسمية والشعبية وكل النخب بكل انتماءاتهم، وتشكل منبرا يتجه إليه رجال الدولة صباحا وكذلك الدبلوماسيون والسفراء لاستيقاء ما يحدث في البلاد". 

وقد أثارت أخبار اختفاء العديد من الصحف  محليا على غرار جريدتي"التونسية"، و"البيان"، وعربيا على سبيل المثال جريدة"السفير" اللبنانية العريقة وجريدة"النهار"، المخاوف بشأن المصير الذي ينتظر الصحافة الورقية برمتها، والحال أن الثورة الرقمية عصفت أيضا بعدد كبير من الصحف حتى في الدول الأوروبية ذاتها، كما تأثرت الصحافة الأمريكية هي الأخرى حيث أعلنت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" في أكتوبر 2008 عن إلغاء طبعتها الورقية والإكتفاء بالنسخة الإلكترونية بعد قرن كامل من الصدور، كما تحولت مجلة "نيوزويك" الأمريكية إلى إلكترونية سنة 2013.

وهناك عناصر عديدة جعلت العزوف عن الصحف الورقية يأخذ هذه الأبعاد، منها أن  تصفح الصحف الإلكترونية هو أقل تكلفة، والوصول إليها أسهل وأسرع بكثير من الصحف الورقية سواء أكان المتصفح في بيته أو في مكان العمل أو في أي فضاء عمومي، إلى جانب توفر شرط الآنية والحينية في نقل الأخبار والمجانية في الحصول علىيها.

وأمام هذه المعطيات برزت تساؤلات عديدة عن مدى قدرة الصحافة الورقية على التكيّف والتعايش مع التطورات المتلاحقة في خضم ثورة الإتصالات والمعلومات.

في هذا المقام، يرى العديد من الخبراء من أهل الإختصاص أن قيمة الإضافة التي تقدمها الصحافة المطبوعة هي ما وجب اليوم إعادة مراجعتها، مشيرين إلى أن العملية انطلقت في بعض الدول ونجحت، لأنها انتهت إلى تحديد حاجات القراء وتلبيتها، منطلقة من شبه يقين بأن الورقي المطبوع، لا نهاية لعصره. 

وفي ذات السياق، يقول السياسي والمفكر المصري"مصطفى الفقي": بما أن الإنسان هو الذي صنع الصحافة الورقية وأيضًا الإلكترونية، لذلك فإننى أزعم أن الإثنين سوف يمضيان ويحتل كل منهما نسبة من اهتمام القراء وفقًا لعوامل تتصل بطبيعة كل جيل ومقتنيات كل عصر، وستبقى الصحافتان الورقية والإلكترونية تدعمان فيض المعرفة وتدفق الخبر دون توقف أو زوال.

 

 

 

 

2017 GABON /INFOSPLUSGABON/UYH/FIN

 

Infosplusgabon/Copyright©

Qui est en ligne!

Nous avons 3956 invités en ligne

Publicité

Liaisons Représentées:
Bannière
Bannière

Newsflash