[ Inscrivez-vous ]
22 Mai 2019
حذر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، يوم الثلاثاء، من أن ليبيا أصبحت قاب قوسين أو أدنى من حرب أهلية قد تؤدي إلى تقسيم البلاد بشكل نهائي.
وكشف المبعوث الأممي في إحاطته أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بنيويورك، أن الاشتباكات المسلحة في طرابلس أسفرت حتى الآن عن 460 قتيل، بينهم 160 مدني، إلى جانب 2400 جريح، معظمهم مدنيون، وأجبرت أكثر من 75000 شخص على النزوح عن ديارهم، وأغلبهم نساء وأطفال، بينما لا يزال ما لا يقل عن 100 ألف رجل وامرأة محاصرين في مناطق القتال.
وأشار إلى أن ملتقى غدامس الوطني الذي كان على وشك الانعقاد أثار حماسة شعبية، حيث أنه كان من المفترض أن يتوج بإنهاء المرحلة الانتقالية وفتح عهد جديد من الاستقرار والأمن.
ولاحظ أنه من المؤسف لجوء من تحمسوا للمشاركة في ملتقى غدامس إلى حمل السلاح لشن هجوم على العاصمة أو للدفاع عنها.
وقال "ما أنا بنذير شؤم، لكن العنف على مشارف العاصمة طرابلس ليس إلا مجرد بداية لحرب طويلة دامية على الضفاف الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، مما يعرض أمن جيران ليبيا المباشرين ومنطقة البحر الأبيض المتوسط بشكل أوسع للخطر".
وحذر من أن الفراغ الأمني المترتب عن انسحاب العديد من قوات المشير حفتر من الجنوب، وتركيز القوات الغربية على الدفاع عن العاصمة يجري استغلالهما من قبل "القاعدة" و"داعش" الذي نفذ منذ 04 أبريل الماضي أربع هجمات مختلفة في جنوب البلاد.
وأردف سلامة بالقول "لقد روعني التجاهل الصارخ لحماية العاملين في القطاع الطبي الحيوي، وأذكر بأن الاعتداء على العاملين في القطاع الطبي يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي".
واسترسل سلامة قائلا "كما يساورنا قلق عميق إزاء الارتفاع الحاد في وتيرة عمليات الاختطاف والاختفاء والاعتقال التعسفي منذ بداية النزاع الحالي".
وأعرب عن أسفه لأن الصحفيين يتعرضون لعدة تهديدات وأعمال تخويف وعنف على خلفية تغطياتهم للأحداث المرتبطة بالنزاع.
وأشار سلامة إلى أن "ليالي رمضان التي تُقضى عادة في مسامرات مع الجيران والعائلة شابها رعب مطلق لسكان العاصمة الذين باتوا يترقبون في وجلٍ الهجوم التالي".
وأردف سلامة أن ثمة مؤشرات عن محاولة فرع المؤسسة الوطنية الليبية للنفط في المنطقة الشرقية مجددا تصدير النفط، في انتهاك لنظام العقوبات المفروض، مضيفا أن "تلك المحاولات غير القانونية تهدد بتقسيم المؤسسة الوطنية للنفط التي تعد مصدر الدخل الأكبر للبلاد وشبكة الأمان الاجتماعية الوطنية".
وأكد سلامة إبقاء الأمم المتحدة على وجودها النشط على الأراضي الليبية، في طرابلس وبنغازي.
وقال "لا نزال في ليبيا، لنقدم أفضل ما نستطيع تقديمه. فمنذ بداية الصراع، تلقى ما يزيد عن 42 ألف شخص بعض المساعدات التي تقدمها برامج الأمم المتحدة".
وأعرب سلامة عن تخوفه لأنه "مع استمرار النزاع، أخذ النسيج الاجتماعي في ليبيا بالتآكل على نحو ينذر بالخطر"، منددا بالأشخاص الذين يستخدمون المنصات الإعلامية "كسلاح لدس أخبار زائفة وأكاذيب وأقاويل لتأجيج الكراهية" بين الليبيين.
وأضاف سلامة "علينا أن نثبت لكل من تسول له نفسه اقتراف أي انتهاكات بأن الإفلات من العقاب لا يمكن أن يسود، وعلينا كذلك معاقبة كل من يحاول التستر خلف أدخنة الحرب لتصفية حسابات شخصية أو سياسية باستخدام العنف".
وأكد المبعوث الأممي أن "ما يحتاجه الليبيون من المجتمع الدولي، عوض أن يكون أداة لتضخيم انقسامهم، هو أن يكون له دور منسجم في الحد من هذه الانقسامات والتخفيف من وطأتها"، مشددا على أنه لا يمكن حل الأزمة الليبية عسكريا.
2019 GABON /INFOSPLUSGABON/UUU/FIN
Infosplusgabon/Copyright©