Bannière

[ Inscrivez-vous ]

Newsletter, Alertes

إرباك وغموض في الشارع الطرابلسي بعد الكشف عن مكالمة بين ترامب وحفتر

Imprimer PDF


ألقى الكشف أمس الجمعة عن خبر مكالمة هاتفية جرت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، الكثير من الإرباك والغموض المشوب بالحذر في الشارع الطرابلسي في الوقت الذي تدخل فيه الحملة العسكرية التي أطلقها المشير حفتر ضد العاصمة طرابلس أسبوعها الثالث مع تمدد قوائم الضحايا والنازحين وتعطيل الحياة السياسية والإقتصادية والتعليمية في البلاد.

 

ورفعت حشود من المتظاهرين في ميدان الشهداء بطرابلس أمس الجمعة لافتات هاجموا فيها بعض الأطراف الدولية الذين اعتبروهم داعمين لقوات القيادة العامة للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر التي أطلقت حملة عسكرية ضد العاصمة طرابلس والمنطقة الغربية حيث تتمركز حكومة الوفاق الوطني المدعومة دوليا، مطالبين بضرورة الوقف الفوري للحرب.

 

وارتدى المحتجون سترات صفراء، في رسالة واضحة على ما يبدو لموقف فرنسا الذي تحدثت تقارير عن دعمها لقوات المشير خليفة حفتر في حين تعالت هتافات منتقدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد كشف البيت الأبيض عن مكالمة هاتفية أجراها مع المشير حفتر.

 

وقال البيت الأبيض الجمعة إن الرئيس دونالد ترامب "اعترف بدور القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر المهم في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد النفط الليبية. وناقش الاثنان رؤية مشتركة لانتقال ليبيا إلى نظام سياسي مستقر وديمقراطي".

 

ولاحظ المراقبون في طرابلس أن بيان البيت الأبيض لم يشر إلى تحرك قوات الجيش الوطني نحو طرابلس.

 

وتتعارض إشادة  ترامب بالمشير خليفة حفتر، بحسب المراقبين، مع التصريحات التي سبق وأن أدانت بها الإدارة الأميركية تحرك حفتر الأخير نحو العاصمة.

 

وكانت السفارة الأمريكية في طرابلس نشرت يوم  يوم 7 أبريل الماضي  على موقعها الألكتروني البيان الصادر عن وزير الخارجية مايك بومبيو والذي جاء فيه: "أوضحنا أننا نعارض الهجوم العسكري الذي تشنه قوات خليفة حفتر ونحث على الوقف الفوري لهذه العمليات العسكرية ضد العاصمة الليبية".

 

وأعادت قيادة القوات الأمريكية لأفريقيا «أفريكوم»، دون أي تعليق نشر تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حول ليبيا في 7 أبريل الماضي، والتي دان فيها الهجوم الذي تشنه قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على مدينة طرابلس.

 

وقال بومبيو بحسب تلك التصريحات إن بلاده "تعارض أي هجوم عسكري تشنه قوات خليفة حفتر ونحث على الوقف الفوري لهذه العمليات العسكرية ضد العاصمة الليبية".

 

وطالب الوزير الأميركي بضرورة عودة قوات الجيش الليبي إلى المواقع التي كانت فيها قبل هذه المواجهات، محملاً كافة الأطراف المشاركة المسؤولية عن "تخفيف التصعيد بشكل عاجل بحسب ما شدد عليه مجلس الأمن الدولي ووزراء مجموعة الدول الصناعية السبع في 5 أبريل".

 

وقال الوزير الأميركي إن "هذه الحملة العسكرية الأحادية الجانب ضد طرابلس تعرض المدنيين للخطر وتقوض احتمالات تحقيق مستقبل أفضل لكافة الليبيين".

 

وأشار إلى أنه "لا حل عسكريًا للصراع في ليبيا، ولذلك تواصل الولايات المتحدة وشركاؤنا الدوليون دفع القادة الليبيين للعودة إلى المفاوضات السياسية بوساطة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة. إن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتوحيد البلاد وتوفير خطة لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لكافة الليبيين".

 

وألقى الإتصال الهاتفي الذي جرى يوم الخميس الماضي بين وزيري خارجية كل من فرنسا والولايات المتحدة، جان إيف لودريان و مايك بومبيو، أي بعد أربعة أيام من المكالمة الهاتفية بين ترامب وحفتر،  المزيد من الغموض والشكوك في المواقف الدولية حول النزاع الليبي حيث أكد الوزيران على ضرورة "وقف المواجهات العسكرية في ليبيا واستئناف العملية السياسية في هذا البلد".

 

وأوردت الخارجية الفرنسية، في بيان، أن الوزيرين ناقشا، خلال اتصال هاتفي بينهما، الوضع الأمني في ليبيا.

 

وأضاف البيان أن لودريان وبومبيو "أشارا إلى وحدة موقفيهما التامة" إزاء الملف الليبي، داعين إلى "وقف سريع لإطلاق النار وعدم التمهل في استئناف العملية السياسية في ليبيا تحت رعاية الأمم المتحدة".

 

ويخشى الكثير من المراقبين للشأن الليبي من أن يعيد هذا التضارب في المواقف بين الرئيس ترامب ووزير الخارجية بومبيو بشأن النزاع الليبي، إلى الأذهان الأزمة التي قادت إلى إستقالة وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس بعد معارضته لموقف ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا.

 

وكانت تقارير صحفية أشارت وقتذاك إلى أن "سياسات التعالي والتحقير والقرارات المندفعة، بالإضافة للفوضى التي تضرب البيت الأبيض، تثير مخاوف حلفاء الولايات المتحدة من رئيس متقلب المزاج يتصرف وحيدا إلى حد بعيد، وهو ما دفع الوزير ماتيس إلى الرحيل".

 

وقال الصحفي عبد السلام العالم في تصريح لوكالة (بانابريس) اليوم  "إن كل شيء بات ممكنا مع ترامب. لقد صرح علنا في عديد المناسبات أنه يتعين على الجميع الدفع إذا أرادوا الحماية الأمريكية. ونعرف أن الإمارات والعربية السعودية اللتين تتربعان على المليارات من دولارات النفط، حليفتان للمشير خليفة حفتر".

 

من جهته، اعتقد المحلل السياسي رضا عياد أن "انسحاب قوات المشير حفتر من حيث أتت بات مستحيلا لأن ذلك يعني ببساطة مزيدا من تغول الميليشيات المسلحة في طرابلس خاصة على ضوء عودة بعض قيادات المتطرفين للظهور في ميادين المواجهات رغم نفي حكومة الوفاق الوطني ذلك".

 

ومن هنا، يضيف عياد، "قد تتم توافقات في المشهد الدولي على تمركز قوات المشير حفتر في مواقع يتم التفاوض بشأنها قبل العودة إلى المسار السياسي".

 

واشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي في ليبيا منذ الإعلان عن المكالمة الهاتفية بين ترامب وحفتر حيث هاجم الموالون لقوات حكومة الوفاق موقف الرئيس الأمريكي في حين لوحظ تجاهل المؤيدين للجيش الليبي لتلك التصريحات نظرا لحساسية العلاقات مع أمريكا ورفض الشارع الليبي في عمومه لسياسات الكيل بمكيالين التي تعتمدها الولايات المتحدة وبخاصة دعمها اللامشروط لإسرائيل على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.

 

ويرى مراقبون للشأن الليبي أن ":دعم" ترامب للمشير خليفة حفتر إذا تأكد سيشجع هذا الأخير دون أدنى شك على الإستمرار في حملته العسكرية التي أطلقها في 4 أبريل للسيطرة على العاصمة طرابلس، وقد ينجح في اقتحامها في نهاية الأمر بشتى الوسائل بما في ذلك سياسة الأرض المحروقة التي اتبعها في بنغازي ودرنة ومرزق، غير أن السؤال المطروح يبقى ما هو الثمن ومن سيتحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية عن المجازر التي قد تطال آلاف المدنيين من سكان العاصمة.

 

 

2019 GABON /INFOSPLUSGABON/URI/FIN

 

 

 

Infosplusgabon/Copyright©

Qui est en ligne!

Nous avons 5724 invités en ligne

Publicité

Liaisons Représentées:
Bannière
Bannière

Newsflash