Bannière

[ Inscrivez-vous ]

Newsletter, Alertes

تونس: الشاهد يتمرد على الحزب الذي أوصله إلى الحكم

Imprimer PDF

تونس العاصمة-تونس  -يتميز المشهد السياسي الحالي في تونس بكثير من التشويش والضبابية والتجاذبات السياسية وحرب الكواليس للتموقع من أجل الوصول إلى السلطة. ومع اشتداد الحملة لإزاحة رئيس الحكومة"يوسف الشاهد" دخل هذا الأخير في مواجهة مع حزب "نداء تونس" الذي أوصله إلى الحكم، في حين ساءت علاقته بأغلب الأحزاب الأخرى إلى جانب المركزية النقابية.

 

وقد وصلت الأزمة بين"الشاهد" وبين الحزب الذي ينتمي إليه إلى درجة السعي إلى محاولة إضعاف الحزب -الذي يعاني أصلا من أزمة داخلية- والتأثير على بعض أعضائه لتركه، في خطوة مفاجئة وغريبة فسرها المراقبون بأنها تصب تلقائيا في خانة مصلحة حركة "النهضة" ذات التوجه الديني الإخواني.

 

وأمام هذا المسعى، جاء الرد سريعا من الهيئة السياسية لحركة "نداء تونس"ايوم 14 سبتمبر2018، بتجميد عضوية رئيس الحكومة في الحزب، وإحالة ملفّه على لجنة النظام.

 

وقال القيادي بحزب نداء تونس"رضا بالحاج" في تصريح له اليوم الأحد 16 سبتمبر،إن تمرّد"الشاهد" على هياكل الحزب الذي اقترحه ليكون رئيسا للحكومة وعدم انضباطه، هو من أهم الأسباب التي عجّلت بتجميد عضويته.

 

واتّهم "بالحاج" رئيس الحكومة بنكران جميل الحزب، وأنه "لم يتمرّد فقط على هياكل الحزب بل تمرّد على الرئيس الباجي قائد السبسي الذي منحه ثقته لقيادة البلاد بصفته قياديا بحزب نداء تونس"، مشيرا إلى" عدم مبالاة الشاهد بحزبه أو بالأزمات السياسية والإقتصادية التي تمر بها البلاد".

 

في خضم هذا الوضع، دعت الجبهة الشعبية في بيان لها،الجمعة 14 سبتمبر 2018، الأحزاب والمنظمات والشخصيات الوطنية وعموم الجماهير الشعبية إلى العمل"من اجل إسقاط الحكومة في أقرب وقت ممكن لإيقاف النزيف ووقف الإنهيار وبلورة بديل وطني للإنقاذ"، محملة في هذا الصدد الإئتلاف الحاكم بكل مكوناته المسؤولية كاملة عما ألت إليه أوضاع البلاد.

 

ووصفت الجبهة حكومة الشاهد بـ"عنوان الفشل الداخلي ورأس حربة للقوى الخارجية ومؤسساتها المالية لتدمير ما بقي من المؤسسات الإجتماعية والإقتصادية ودفع البلاد نحو الفوضى"، وفق نص البيان.

 

في هذه الأثناء، حذر رئيس الهيئة الوطنية التونسية لمكافحة الفساد"شوقي الطبيب" يوم 14 سبتمبر الجاري، من إمكانية الرجوع إلى مربع الدكتاتورية بسبب امتلاك لوبيات الفساد لمقدرات هائلة بستهدفون بها أساسا النظام الديمقراطي، "بالإضافة إلى شراء أحزاب أو الإحتماء بأحزاب معروفة للوصول إلى السلطة".

 

وقد اتسمت تصرفات"الشاهد" خلال الفترة الماضية بنوع من التمرد على حزبه، ويحاول استغلال الإرباك في المشهد السياسي التونسي، للفكاك من الطوق المضروب حوله من قبل أغلب الأحزاب، خاصة بعد أن ساد التوتر الحاد العلاقة بين"الشاهد" وبين المدير التنفيذي لنداء تونس"حافظ قائد السبسي"، وهو نجل الرئيس التونسي.

 

ويؤكد العديد من المتابعين للشأن الداخلي أن هذا الصراع ينطلق من "رغبة كل طرف في التحكم في البلاد بقبضة يديه، ليس حبًا في تونس بل حبًا في السلطة وبريقها"، خاصة في ظل الإستعدادات المحمومة لكسب رهانات الإنتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في تونس خلال العام القادم 2019.

 

ويبدو أن "الشاهد" الذي استطاب كرسي السلطة يسعى إلى تحالفات جديدة وتكوين جسم سياسي للإنخراط في اللعبة السياسية وتعبيد الطريق لنفسه لخوض الإنتخابات القادمة،"مستغلا مؤسسات الدولة" حسب بعض الصحف التونسية.

 

بيد أن السؤال المطروح: هل سيضحي الشاهد بالخيط الذي مكنه من البقاء على رأس الحكومة وهو موقف حركة"النهضة" الذي دعم بقاءه مع تحوير وزاري محدود، شرط ألا يترشح للإنتخابات الرئاسية القادمة؟ وهل لدى"الشاهد" ضمانات خارجية يتكئ عليها في حربه على"الجميع" في الداخل لكي يصل إلى قصر قرطاج؟

 

 

2018 GABON /INFOSPLUSGABON/VBX/FIN

 

Infosplusgabon/Copyright©

Qui est en ligne!

Nous avons 2624 invités en ligne

Publicité

Liaisons Représentées:
Bannière
Bannière

Newsflash